فصل: قال مجد الدين الفيروزابادي:

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: الحاوي في تفسير القرآن الكريم




.سورة الهمزة:

.فصول مهمة تتعلق بالسورة الكريمة:

.فصل في فضل السورة الكريمة:

قال مجد الدين الفيروزابادي:
فضل السّورة:
فيه أَحاديث ضعيفة، منها حديث أُبي: «من قرأها أعطى من الأَجر عشر حسنات بعدد من استهزأَ بمحمّد صلى الله عليه وسلم وأَصحابه»، وحديث علي: «يا علي مَنْ قرأها فكأَنَّما تصدّق بوزن جَبَل أحد ذهبا في طاعة الله، وأَعطاه الله بكلّ آية قرأها ستّمائة حسنة». اهـ.

.فصل في مقصود السورة الكريمة:

.قال البقاعي:

سورة الهمزة مقصودها بيان الحزب الأكبر الخاسر الذي ألهاه التكاثر، فبانت خسارته يوم القارعة الخافضة الرافعة، واسمها الهمزة ظاهر الدلالة على ذلك. اهـ.

.قال مجد الدين الفيروزابادي:

.بصيرة في: {ويل لكل همزة}:

السّورة مكِّيّة.
آياتها تسع إِجماعًا.
وكلماتها ثلاث وثلاثون.
وحروفها مائة وثلاثون.
فواصل آياتها على الهاءِ.
سمّيت سورة الهُمَزة، لمفتتحها، وسورة الحُطَمَة؛ لذكرها فيها.

.معظم مقصود السّورة:

عقوبة العَيّاب المغتاب، وذمّ جَمْع الدّنيا ومنعه وبيان صعوبة العقوبة في قوله: {فِي عَمَدٍ مُّمَدَّدَةِ}.
السّورة محكمة. اهـ.

.فصل في متشابهات السورة الكريمة:

قال مجد الدين الفيروزابادي:
ومن (المتشابه): الذي جمع فيه اشتباه ويحسن الوقف على {لُمَزة}حيث لم يصلح أَن يكون {الذي} وصفا له، ولا بدلًا عنه.
ويجوز أضن يكون رفعًا بالابتداءِ {يحسب} خبره، ويجوز أن يرفع بالخبر أي هو الذي جَمَع.
ويجوز أَن يكون نصبًا على الذمّ، بإِضمار أَعنى، ويجوز أَن يكون جَرّا بالبدل من قوله: {كلّ}. اهـ.

.فصل في التعريف بالسورة الكريمة:

.قال ابن عاشور:

سورة الهمزة:
سميت هذه السورة في المصاحف ومعظم التفاسير سورة الهمزة بلام التعريف، وعنونها في صحيح البخاري وبعض التفاسير: (سورة ويل لكل هُمزة). وذكر الفيروز آبادي في (بصائر ذوي التمييز) أنها تسمى (سورة الحطمة) لوقوع هذه الكلمة فيها.
وهي مكية بالاتفاق.
وعدت الثانية والثلاثين في عداد نزول السور نزلت بعد سورة القيامة وقبل سورة المرسلات.
وآيها تسع بالاتفاق.
روي أنها نزلت في جماعة من المشركين كانوا أقاموا أنفسهم لِلَمز المسلمين وسَبهم واختلاق الأحدوثات السيئة عنهم. وسُمي من هؤلاء المشركين: الوليدُ بن المغيرة المخزومي، وأميةُ بن خلف، وأبيّ بن خلف، وجميل بن مَعْمر من بني جُمَح (وهذا أسلَم يوم الفتح وشهد حُنينًا) والعاص بنُ وائل من بني سهم. وكلهم من سادة قريش. وسُمي الأسودُ بن عبد يغوث، والأخنسُ بن شَرِيق الثقفيان من سادة ثقيف أهل الطائف. وكل هؤلاء من أهل الثراء في الجاهلية والازدهاء بثرائهم وسؤددهم. وجاءت آية السورة عامة فعم حكمها المسمَّيْنَ ومن كان على شاكلتهم من المشركين ولم تذكر أسماؤهم.
أغراضها:
فغرض هذه السورة وعيد جماعة من المشركين جعلوا هَمز المسلمين ولمزهم ضربًا من ضروب أذاهم طمعًا في أن يُلجئهم الملل من أصناف الأذى، إلى الانصراف عن الإسلام والرجوع إلى الشرك. اهـ.

.قال الصابوني:

سورة الهمزة:
مكية.
وآياتها تسع آيات.
بين يدي السورة:
* سورة الهمزة مكية، وقد تحدثت عن الذين يعيبون الناس، ويإليلون أعراضهم، بالطعن والإنتقاص، والازدراء، وبالسخرية والإستهزاء فعل السفهاء {ويل لكل همزة لمزة الذي جمع مالا وعدده}.
* كما ذمت الذين يشتغلون بجمع الأموال، وتكديس الثروات، كأنهم مخلدون في هذه الحياة، يظنون لفرط جهلهم وكثرة غفلتهم أن المال سيخلدهم في الدنيا {يحسب أن ماله أخلده}.
* وختمت السورة بذكر عاقبة هؤلاء التعساء الأشقياء، حيث يدخلون نارا لا تخمد أبدا، تحطم المجرمين ومن يلقى فيها من البشر، لأنها الحطمة نار سقر!! {كلا لينبذن في الحطمة وما أدراك ما الحطمة} إلى نهاية السورة الكريمة. اهـ.

.قال أبو عمرو الداني:

سورة الهمزة 104:
مكية.
وقد ذكر نظيرتها في غير المدني الأول والكوفي ولا نظير لها فيهما.
وكلمها ثلاث وثلاثون كلمة.
وحروفها مائة وثلاثة وثلاثون حرفا.
وهي تسع آيات في جميع العدد ليس فيها اختلاف.

.ورءوس الآي:

{لمزة}.
1- {وعدده}.
2- {أخلده}.
3- {الحطمة}.
4- {الحطمة}.
5- {الموقدة}.
6- {الأفئدة}.
7- {مؤصدة}.
8- {ممددة}. اهـ.

.فصل في معاني السورة كاملة:

.قال المراغي:

سورة الهمزة:
{ويل}: أي خزى وعذاب، وهو لفظ يستعمل في الذم والتقبيح والمراد به التنبيه على قبح ما سيذكر بعد من صفاتهم، والهمزة اللمزة: الذي يطعن في أعراض الناس ويظهر عيوبهم ويحقّر أعمالهم، تلذذا بالحط منهم وترفعا عنهم وأصل الهمز: الكسر يقال همز كذا: أي كسره، وأصل اللمز الطعن، يقال لمزه بالرمح: أي طعنه ثم شاع استعمالها فيما ذكرنا، قال زياد الأعجم:
إذا لقيتك عن شحط تكاشرنى ** وإن تغيبت كنت الهامز اللمزه

وعن مجاهد وعطاء: الهمزة الذي يغتاب ويطعن في وجه الرجل، واللمزة: الذي يغتاب من خلفه إذا غاب، ومنه قول حسان:
همزتك فاختضعت بذلّ نفس ** بقافية تأجّج كالشواظ

{عدّده}: أي عده مرة بعد أخرى شغفا به، {أخلده}: أي ضمن له الخلود في الدنيا، والنبذ: الطرح مع الإهانة والتحقير، و{الحطمة}: من الحطم وهو الكسر، يقال رجل حطمة إذا كان شديدا لا يبقى على شيء.
وفى أمثالهم: شرّ الرّعاء الحطمة: أي الذي يحطم ما شيته ويكسرها بشدة سوقها قال:
قد لفّها الليل بسواق حطم ** ليس براعي إبل ولا غنم

ولا بجزّار على ظهر وضم

والمراد بها النار، لأنها تحطم العظام وتأكل اللحوم حتى تهجم على القلوب، {تطّلع على الأفئدة}: أي تعلو أوساط القلوب وتغشاها، {مؤصدة}: أي مطبقة من أوصدت الباب: أي أغلقته قال:
تحنّ إلى أجبال مكة ناقتى ومن ** دونها أبواب صنعاء موصده

والعمد: واحدها عمود، و{ممدّدة}: أي مطولة من أول الباب إلى آخره. اهـ.

.قال الفراء:

سورة الهمزة:
{ويْلٌ لِّكُلِّ هُمَزَةٍ لُّمَزَةٍ}
قوله عز وجل: {ويْلٌ لِّكُلِّ هُمَزَةٍ لُّمَزَةٍ...}.
وإنما نزلت في رجل واحد كان يهمز الناس، ويلمِزهم: يغتابهم ويعيبهم، وهذا جائز في العربية أن تذكر الشيء العام وأنت تقصد قصد واحد من هذا وأنت قائل في الكلام عند قول الرجل: لا أزورك أبدا، فتقول أنت: كل من لم يزرنى فلست بزائره، وأنت تريد الجواب، وتقصد قصده، وهى في قراءة عبد الله: {وَيْلٌ لِلْهُمَزَةِ اللُّمَزَةِ}.
{الَّذِى جَمَعَ مَالًا وَعَدَّدَهُ}
وقوله عز وجل: {الَّذِى جَمَعَ مَالًا...}.
ثقّل: جمّع. الأعمش وأبو جعفر المدنى، وخففها عاصم ونافع والحسن البصرى، واجتمعوا جميعا على {وَعَدَّدَهُ} بالتشديد، يريدون: أحصاه. وقرأها الحسن: {وعدَدَه} خفيفة فقال بعضهم فيمن خفف: جمَع مالا وأحصى عدده، مخففة يريد: عشيرته.
{يَحْسَبُ أَنَّ مَالَهُ أَخْلَدَهُ}
وقوله عز وجل: {يَحْسَبُ أَنَّ مَالَهُ أَخْلَدَهُ...}.
يريد: يخلده وأنت قائل للرجل: أتحسب أنّ مالك أنجاك من عذاب الله؟ ما أنجاك من عذابه إلاّ الطاعة، وأنت تعنى، ما ينجيك. ومن ذلك قولك للرجل يعمل الذنب الموُبق: دخل والله النار، والمعنى: وجبت له النار.
{كَلاَّ لَيُنبَذَنَّ فِي الْحُطَمَةِ}
وقوله عز وجل: {لَيُنبَذَنَّ فِي الْحُطَمَةِ...}.
قرأها العوام: {لَيُنْبَذَنَّ} على التوحيد، وقرأها الحسن البصرى وحده {لَيُنْبَذَانِّ في الحطمة} يريد: الرجل وماله، و{الحطمة}، اسم من أسماء النار، كقوله: جهنم، وسقر، ولظى فلو ألقيت منها الألف واللام إِذ كانت اسما لم يَجرِ.
{الَّتِي تَطَّلِعُ عَلَى الأَفْئِدَةِ}
وقوله عز وجل: {تَطَّلِعُ عَلَى الأَفْئِدَةِ...}.
يقول: يبلغ ألمها الأفئدة، والاطلاع والبلوغ قد يكونان بمعنى واحد. العرب تقول: متى طلعتَ أرضنا، وطلعتُ أرضى، أى: بلغت.
{إِنَّهَا عَلَيْهِم مؤصدة}
وقوله جل وعز: {مؤصدة...}.
وهى المطبَقة، تهمز ولا تهمز.
{فِي عَمَدٍ مُّمَدَّدَةِ}
وقوله عز وجل: {فِي عَمَدٍ مُّمَدَّدَةِ...}.
حدثنا أبو العباس قال: حدثنا محمد قال: حدثنا الفراء، قال: حدثنى إسماعيل بن جعفر المدنى قال: كان أصحابنا يقرءون: {فى عَمَد} بالنصب، وكذلك الحسن. وحدثنى به الكسائى عن سليمان بن أرقم عن الحسن: {فى عَمَد}.
حدثنا أبو العباس قال: حدثنا محمد قال: حدثنا الفراء قال: وحدثنى قيس بن الربيع عن أبى إسحق عن عاصم بن ضمرة السلولى عن علي رحمه الله أنه قرأها: {فى عُمُد مُمَدَّدَةٍ}.
حدثنا أبو العباس قال: حدثنا محمد قال حدثنا الفراء، قال: حدثنى محمد بن الفضل عن عطاء عن أبى عبدالرحمن عن عبد الله بن مسعود، وزيد بن ثابت أنهما قرأ: {فى عُمُد مُمَدَّدَة}.
قال الفراء: والعُمُد، والعَمَد جمعان للعمود، مثل: الأديم، والأُدُم، والأَدَم، وَالإهَاب، والأُهُب، والأَهَب، والقضيم والقَضَم والقُضُم ويقال: إنها عُمُد من نار. اهـ.

.قال الأخفش:

سورة الهمزة:
{الَّذِى جَمَعَ مَالًا وَعَدَّدَهُ}
قال: {جَمَعَ} و{جَمَعَ مَالًا وَعَدَّدَهُ} من (العِدَّة).
{يَحْسَبُ أَنَّ مَالَهُ أَخْلَدَهُ كَلاَّ لَيُنبَذَنَّ فِي الْحُطَمَةِ}
وقال: {يَحْسَبُ أَنَّ مَالَهُ أَخْلَدَهُ} {كَلاَّ لَيُنبَذَنَّ فِي الْحُطَمَةِ} أي: هو وماله.
{إِنَّهَا عَلَيْهِم مؤصدة}
وقال: {مؤصدة} من (أَأْصَدَ) (يُؤصِدُ) وبضعهم يقول: (أُوْصِدَتْ) فذلك لا يهمزها مثل (أَوْجَعَ) فهو (مُوجع) ومثله (أَأْكَفَ) و(أَوْكَفَ) يقالان جميعا. اهـ.